راديو إكسبرس
البث المباشر
انطلقت مساء أمس بمدينة طنجة فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم، في أجواء احتفالية جمعت أبرز الأسماء اللامعة في الساحة السينمائية المغربية، من مخرجين ومنتجين وممثلين ونقاد، ضمن تظاهرة تسعى لترسيخ مكانة السينما الوطنية كقاطرة للإبداع والتنمية الثقافية والاقتصادية.
وحضر حفل الافتتاح، الذي احتضنه قصر الفنون، مجموعة من الشخصيات السينمائية والثقافية وممثلون عن مؤسسات الإنتاج والتوزيع والهيئات المهنية، ما منح الدورة طابعا مؤسسيا يزاوج بين الفن والسياسات الثقافية الداعمة له.
وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد “عبد العزيز البوجدايني”، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن السينما المغربية لم تعد مجرد تعبير فني، بل أصبحت قطاعا إنتاجيا يسهم في خلق الثروة وفرص الشغل، مشيرا إلى أن المداخيل السنيمائية بلغت العام الماضي 127 مليون درهم، مع تسجيل أكثر من مليوني متفرج، في مؤشرات تعكس عودة قوية للجمهور إلى القاعات الوطنية.
وأوضح المسؤول الحكومي أن المغرب رسخ مكانته كوجهة عالمية لتصوير الإنتاجات الأجنبية، إذ بلغت الاستثمارات الدولية في القطاع مليارا ونصف المليار درهم سنة 2024، مقابل مليار درهم فقط في السنة التي سبقتها، مشددا على أن هذه الطفرة لم تكن لتتحقق لولا السياسة الداعمة للدولة ومواكبة المركز السينمائي المغربي.
وأشار “البوجدايني” إلى أن الوزارة تعمل على تطوير البنية التحتية السينمائية، من خلال إنشاء وتجديد القاعات، خصوصا في المدن المتوسطة والصغرى، بهدف ضمان حق المواطنين في الولوج إلى الثقافة البصرية. كما كشف عن برامج لتحديث الإطار القانوني للصناعة السينمائية وتوفير دعم مالي مستدام يعزز الإنتاج المحلي ويواكب التحولات الرقمية.
وتتميز الدورة الجديدة ببرمجة غنية تشمل عروضا لأحدث الأفلام المغربية في أصنافها الثلاثة: الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، إلى جانب موائد مستديرة ولقاءات مهنية تجمع بين مبدعين مغاربة وأجانب لمناقشة مستقبل الصناعة السينمائية في البلاد.

ومن بين مستجدات هذه النسخة، تنظيم معرض وسوق مخصصين للألعاب الإلكترونية، في مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى ربط عوالم السينما بصناعة المحتوى الرقمي وألعاب الفيديو، وفتح آفاق تعاون جديدة بين الصناعتين الإبداعيتين.
وتتنافس في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 15 عملا سينمائيا لمخرجين مخضرمين وآخرين من جيل جديد من المبدعين، من بينهم “عز العرب العلوي” و”أنور المعتصم” و”سناء عكرود” و”داوود أولاد السيد”، إلى جانب “كريمة كنوني” و”هشام حجي”. كما يشارك في المسابقات الموازية عدد من الأسماء الواعدة بأفلام قصيرة ووثائقية تتناول قضايا اجتماعية وثقافية وإنسانية من زوايا مختلفة.
وبين الاحتفاء بالفن السابع واستشراف مستقبل الصناعة السينمائية المغربية، تواصل طنجة، “عروس الشمال”، أداء دورها كمنصة تحتفي بالإبداع وتحتضن قصص السينما المغربية التي تكتب فصولها على شاشاتها كل عام.
![]()









