متابعة
واصل المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات جهوده لتقوية مكانة المدينة كوجهة سياحية دولية، من خلال استقباله، مؤخرا، السيد فرانسوا دي فريج، المندوب العام لمنطقة بروكسيل العاصمة لدى سفارة بلجيكا بالرباط، في لقاء خُصص لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية بين المغرب وبلجيكا.
إعلان يمكن النقر عليه
وخلال الاجتماع، الذي احتضنه مقر المجلس، شددت السيدة إيمان صابر، رئيسة المجلس الإقليمي للسياحة، على أهمية الإصلاحات التي باشرتها المملكة، والتي ساهمت في ترسيخ جاذبية المغرب كوجهة استثمارية وسياحية واعدة، مؤكدة انفتاح السلطات على دعم المبادرات التي يطلقها المستثمرون البلجيكيون.
وسلط اللقاء الضوء على الإمكانيات التي يتيحها الميثاق الجديد للاستثمار، وبرامج دعم القطاع السياحي، فضلا عن المشاريع المحلية الرامية إلى تحسين جودة العرض السياحي، وتعزيز الربط الجوي، وتجويد مناخ الأعمال في إقليم ورزازات.
وأشاد المسؤول البلجيكي بالوضوح الاستراتيجي الذي تتميز به الرؤية المغربية، وبجودة المشاريع الكبرى التي جرى تنفيذها في جنوب البلاد، مؤكدا رغبة بلاده في استكشاف فرص جديدة للتعاون المشترك، لا سيما في مجالات السياحة المستدامة، والصناعات الثقافية، والتكوين المهني في مهن السياحة.
واتفق الجانبان على مواصلة الحوار، وتكثيف الجهود من أجل إطلاق مشاريع مبتكرة ذات أثر ملموس على المستوى المحلي، من خلال شراكات اقتصادية بلجيكية–مغربية موجهة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق وطني واعد، حيث يراهن المغرب على جذب 26 مليون سائح في أفق 2030، وتحقيق عائدات سياحية تصل إلى 120 مليار درهم سنويا بحلول 2026، بفضل اعتماد استراتيجية طموحة وميزانية تناهز 6,1 مليارات درهم للفترة 2023–2026، إلى جانب برامج داعمة من قبيل “كاب هوسبيتاليتي” و”جو سياحة”، وتطوير الربط الجوي وتعزيز البنيات المطارية.
وشكل اللقاء أيضا مناسبة لاستعراض الانتعاش اللافت للسياحة البلجيكية نحو المغرب، إذ تجاوز عدد السياح البلجيكيين 274 ألفا سنة 2024، بارتفاع بلغ 59% مقارنة بمرحلة ما بعد الجائحة، بعد سنوات من الركود المسجل بين 2013 و2019.
ورغم أن وجهة ورزازات لا تزال غير معروفة بما يكفي لدى جزء من الجمهور البلجيكي، إلا أن الإمكانات السياحية الكبيرة التي تزخر بها، من مناظر طبيعية خلابة وقصبات مصنفة ضمن التراث العالمي واستوديوهات سينمائية وبنيات فندقية حديثة، تجعل منها بوابة مثالية نحو الصحراء وأحد كنوز السياحة المغربية.
ويأمل مهنيو القطاع في إطلاق خط جوي مباشر بين بروكسيل وورزازات، ما من شأنه تسهيل الربط مع السوق البلجيكية والأسواق الأوروبية المجاورة، وتعزيز تدفقات الزوار.
ويؤكد المجلس الإقليمي للسياحة التزامه بجعل ورزازات محطة أساسية ضمن العروض السياحية الموجهة للسياح البلجيكيين، من خلال تطوير منتوج متنوع ودينامي، ودعم موجه للاستثمار، وحضور فعّال في المعارض والأسواق الدولية المستهدفة.
ويطمح المغرب إلى مضاعفة عدد السياح البلجيكيين ليبلغ 500 ألف زائر سنويا في أفق 2030، في إطار رؤية شمولية ترتكز على الابتكار، والاستدامة، وتكثيف الشراكات الدولية ذات القيمة المضافة.
