متابعة
يبرز التعاون المغربي الإسباني في قطاعي الفلاحة والصيد البحري كنموذج فعال للشراكة الإقليمية ذات الأبعاد الاستراتيجية، في ظل تنامي المبادلات التجارية بين البلدين.
وتؤكد معطيات سنة 2024 الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري الإسبانية أن المغرب بات يحتل المرتبة الخامسة ضمن أكبر الأسواق المستوردة للمنتجات الفلاحية والبحرية الإسبانية، بعدما بلغت قيمة وارداته من هذه المنتجات حوالي 1.223 مليار يورو، أي ما يعادل 4.8% من إجمالي صادرات القطاع، بنمو يقارب 6% مقارنة بسنة 2022.
وتشمل صادرات إسبانيا إلى المغرب بالأساس زيت الصويا والماشية الحية، فيما تتنوع الواردات الإسبانية من المغرب لتشمل الرخويات والفواكه الحمراء والخضروات والبقوليات، بقيمة فاقت 2 مليار يورو، ما يجعل المملكة ثالث أكبر مزود لإسبانيا في هذا المجال.
وعلى المستوى الوطني الإسباني، بلغت صادرات المنتجات الفلاحية والبحرية أكثر من 75 مليار يورو خلال سنة 2023، مسجلة نموا سنويا بنسبة 5%، وممثلة نحو 19% من مجموع صادرات البلاد. وسجل القطاع فائضا تجاريا بلغ 19.23 مليار يورو، في وقت ارتفعت فيه الواردات إلى 55.86 مليار يورو بزيادة قدرها 1.4%.
وتصدرت الفواكه قائمة الصادرات الفلاحية الإسبانية بإيرادات بلغت 10.85 مليار يورو، تلتها اللحوم بـ10.31 مليار يورو، ثم منتجات الألبان بـ9.19 مليار يورو.
كما شهدت صادرات الزيوت والدهون نمواً لافتاً بنسبة تجاوزت 26%، لتصل إلى 8.69 مليار يورو، بينما ارتفعت صادرات الحبوب إلى 495 مليون يورو بزيادة 12%، رغم الأزمات العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط.
وتعكس هذه المؤشرات متانة الاقتصاد الفلاحي والبحري الإسباني، وقدرته على مواجهة التقلبات الدولية، كما تؤكد متانة الشراكة المغربية الإسبانية التي أضحت دعامة رئيسية للتكامل الاقتصادي والأمن الغذائي في حوض المتوسط.