متابعة
انطلقت فعاليات النسخة التاسعة من تظاهرة “مدينة الدار البيضاء الذكية” الممتدة من يوم 21 مايو 22 2025 بالدار البيضاء، ضمن معرض جولة المدن الذكية في المغرب، تحت شعار “مدن المستقبل الذكية: الابتكار من أجل مدينة مستدامة وشاملة”. مثل هذا الحدث محطة بارزة لبداية النقاش حول أسس المدن المغربية الذكية، في أفق الاستعداد لاستحقاقات كبرى، على رأسها كأس العالم 2030.
ناقش المشاركون في هذا الحدث ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية هي: إعادة ابتكار الرياضة في عالم مترابط،ضمان تجربة تنقل شاملة في مدينة ذكية، وتعزيز المشاركة المجتمعية من خلال الحوكمة التشاركية. كما تم تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا الحديثة في حل التحديات التي تواجه المدن الكبرى، وأثرها على تحسين جودة الحياة الحضرية.
وفي كلمتها خلال قمة المدن الذكية من الجيل الجديد، أكدت السيدة آمال الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن التحول الرقمي يمثل ركيزة أساسية في بناء مدن ذكية ومستدامة وشاملة.
وشددت على أن المدينة الذكية ليست فقط بنية تحتية رقمية، بل هي رؤية شاملة تتمحور حول الإنسان، وتقوم على الاستماع لمتطلبات المواطنين، واعتماد الحلول المبتكرة لتعزيز الشفافية، وتحسين جودة الخدمات العمومية، وحماية البيئة والموارد الطبيعية.
كما أبرزت الوزيرة أهمية التعاون بين الدول الإفريقية في مجال التحول الرقمي، معتبرة أن تبادل التجارب والخبرات يعد خطوة ضرورية لتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة، مشيدة بالدور الرائد الذي يلعبه المغرب على هذا الصعيد، في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
وأكد ممثل السيد وزير النقل واللوجستيك، خلال افتتاح منتدى “المدينة الذكية”، على أهمية هذا الحدث السنوي كفضاء للنقاش الجماعي حول مستقبل المدن المغربية، مشيدا باختيار موضوع المواصلات الذكية والتحول الحضري المستدام.
وأوضح أن قطاع النقل يشهد دينامية إيجابية بفضل التوجيهات الملكية السامية والمشاريع الاستراتيجية، خاصة في أفق استعداد المغرب لاحتضان كأس العالم 2030. كما أشار إلى ضرورة تحديث منظومة النقل بشكل يواكب التغيرات المجالية والتكنولوجية، من خلال ميثاق وطني جديد للحركة والتنقل، قيد الإعداد.
واستعرض الكلمة أبرز المشاريع الجارية، منها توسعة مطار محمد الخامس، وإطلاق القطار الجهوي السريع، وتطوير مناطق لوجستيكية حديثة، وكلها تهدف إلى تعزيز الربط بين المدن وتحسين جودة الحياة.
وأكد على التزام الوزارة بمواكبة التحول الرقمي في قطاع النقل، والتعاون مع كافة الشركاء لبناء مدن مغربية ذكية ومستدامة، تكون في خدمة المواطنين ،و أكدت نبيلة الرميلي، عمدة المدينة، على التزام الدار البيضاء ببناء مدينة ذكية، مستدامة، وشاملة، قائمة على العدالة المجالية والتعاون الدولي.
ورحبت العمدة بالوفود الحاضرة من مدن كبرى مثل باريس، شنغهاي، جاكرتا، مرسيليا، وأبيدجان، مؤكدة على قوة الشراكات التي تجمع الدار البيضاء بهذه الحواضر، وتعاونها في مجالات متعددة كالتنقل، الثقافة، والبيئة.
واستعرضت الرميلي المشاريع الكبرى التي تعرفها المدينة، من تأهيل التراث المعماري إلى إنشاء أحياء جديدة مثل “كازا فايننس سيتي” و”كازا تيك فالي”، معتبرة أن التنمية لا يجب أن تتركز فقط في المركز، بل أن تشمل كافة الأحياء، وخاصة المهمشة.
كما شددت على أهمية إدماج التكنولوجيا في التخطيط الحضري، لا سيما من خلال الاستثمار في التوائم الرقمية (Digital Twins) وتعزيز الصحة الحضرية، مشيرة إلى أن الرفاهية في المدن لم تعد ترفا بل أولوية صحية.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن انضمام الدار البيضاء لشبكة C40 يجسد التزام المدينة بمواجهة التغير المناخي، كما نوهت بالمبادرة الملكية الأخيرة لإنشاء منصات احتياطية جهوية للمواد الأساسية، ووصفتها بنموذج للمدن الذكية القادرة على التوقع والاستجابة
ومن جانبها رحبت عواطف حيار، رئيسة المدينة الذكية بالمغرب، بالحضور في الدار البيضاء، المدينة الاقتصادية والمفتوحة على التعاون الحضري. عبرت عن اعتزازها بالشراكات الدولية، لا سيما مع مدن مثل شنغهاي، جاكرتا، باريس، الرياض، مرسيليا، تولوز، ونواكشوط، مؤكدة على عمق هذه العلاقات وأثرها في تعزيز الابتكار والخبرة المشتركة.
أبرزت حيار رؤية الدار البيضاء كمدينة تسعى للريادة في الاستدامة، الابتكار، والعدالة المجالية. وأشادت بانضمام المدينة إلى شبكة C40 المناخية، ما يعكس التزامها بمواجهة التغير المناخي محليا وعالميا.
كما سلطت الضوء على مشاريع مهيكلة تشمل ترميم التراث المعماري (مثل فيلا كارتييه وكاتدرائية القلب المقدس)، وإنشاء فضاءات حضرية جديدة مثل “كازافين سيتي” و”كازاتك فالي”، والتي تهدف إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة.
ودعت إلى اعتماد أدوات ذكية كـ”التوأم الرقمي” لتعزيز التخطيط الحضري والاستجابة الفورية للمخاطر، مؤكدة أن المدينة الذكية ليست فقط تقنية، بل متجذرة في البعد الإنساني والاجتماعي.