المعهد المغربي لتحليل السياسات: تقييم التأثيرات الاقتصادية والبيئية لمخطط المغرب الأخضر

المعهد المغربي لتحليل السياسات: تقييم التأثيرات الاقتصادية والبيئية لمخطط المغرب الأخضر

- ‎فياقتصاد, واجهة
55

راديو إكسبرس

البث المباشر

يعتبر مخطط المغرب الأخضر أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها المملكة المغربية بهدف تحسين القطاع الفلاحي وتعزيز الاقتصاد الوطني. وقد جرى تنفيذه منذ عام 2008، ويهدف إلى تحديث وتحسين الإنتاج الفلاحي من خلال تبني أساليب الزراعة المستدامة وزيادة الإنتاجية وتعزيز قيمة المنتجات المحلية. ومع تطور التحديات البيئية والمناخية التي يواجهها المغرب، مثل الجفاف وندرة المياه، بات من الضروري تقييم مدى فعالية هذا المخطط في مواجهة هذه التحديات.

 

ووفقًا لتقرير “المعهد المغربي لتحليل السياسات”، فقد أظهر 53% من المستجوبين أن مخطط المغرب الأخضر ساهم بشكل إيجابي في تعزيز الاقتصاد المغربي. ذلك أن المخطط ساعد على تحسين الإنتاج الفلاحي من خلال توفير الدعم للفلاحين، تطوير البنية التحتية الزراعية، وتحفيز الاستثمار في القطاع الفلاحي. كما عمل على تحقيق نوع من التنوع في المنتجات الزراعية، مما أسهم في زيادة الصادرات الزراعية وتحسين الوضع الاقتصادي للفلاحين، خاصة في المناطق القروية.

ومع ذلك، يبقى بعض التساؤل حول فعالية هذا المخطط على المدى الطويل. فبالرغم من النجاح النسبي في تحسين الإنتاجية الفلاحية، إلا أن التحديات الكبرى التي تواجه القطاع تبقى قائمة، مثل التغيرات المناخية وتزايد الطلب على المياه.

وتعد القضايا البيئية من أهم التحديات التي تواجه المغرب في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية السريعة. مخطط المغرب الأخضر لم يكن بعيدًا عن هذا السياق، حيث أكد 58% من المستجوبين في التقرير أن المخطط ساهم في معالجة القضايا البيئية وحماية البيئة. ويعزى ذلك إلى تركيز المخطط على أساليب الزراعة المستدامة، وتشجيع الفلاحين على استخدام تقنيات الري الحديثة، وتحقيق توازن بين الإنتاج الزراعي وحماية الموارد الطبيعية.

ومع ذلك، لا يزال هناك تحدي كبير يتمثل في تأثير التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي، لا سيما من خلال ندرة المياه وزيادة الجفاف. في هذا السياق، يظل دور مخطط المغرب الأخضر في تحقيق استدامة بيئية أكبر يحتاج إلى تعزيز، مثل تحسين تقنيات الري وترشيد استهلاك المياه.

ومن خلال الاستطلاع، اتضح أن 47% من المغاربة يعتبرون أن الجفاف ونقص التساقطات المطرية هما التحديان البيئيان الرئيسيان في السنوات الأخيرة. يعكس هذا القلق المستمر بشأن تأثير التغيرات المناخية على الزراعة، وهي أحد المصادر الرئيسية للموارد المائية في البلاد. وبالنسبة لموارد المياه، يواجه المغرب تحديًا مستمرًا في تلبية احتياجاته المائية بسبب التغيرات المناخية وتناقص مخزونات المياه الجوفية.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *