راديو إكسبرس
البث المباشر
اوسار احمد/
تمكن فريق بحث مشترك بين المغرب وبريطانيا من اكتشاف ديناصور نادر يُعرف باسم Spicomellus afer في قلب الأطلس المتوسط، بمنطقة بولمان بجهة فاس-مكناس. الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة Nature، تسلط الضوء على خصائص فريدة لهذا الديناصور الذي عاش قبل أكثر من 165 مليون سنة خلال العصر الجوراسي الوسيط، ويُعد أول انكيلوصور يُكتشف في إفريقيا.
الحفريات المكتشفة كشفت أن Spicomellus afer كان يمتلك عمودًا عظميًا شوكيًا بارزًا يصل طوله إلى متر تقريبًا حول عنقه، مع مجموعة من الأشواك العظمية الملتحمة بالأضلاع، وهي صفات لم تُسجل سابقًا في أي ديناصور آخر أو أي حيوان حي أو منقرض. هذه الدرع العظمي المتطور يشير إلى أن الانكيلوصورات كانت تمتلك أسلحة ذيلية ودروعًا معقدة منذ المراحل المبكرة لتطورها، مستخدمة للحماية وربما لجذب الشركاء أو إبهار المنافسين.
الاكتشافات الجديدة تؤكد أن Spicomellus afer امتلك مجموعة متنوعة من اللوحات والقشور على جسده، بما في ذلك أشواك عنقية بطول متر تقريبًا، وأشواك ضخمة فوق الوركين، ولوحات على الأكتاف. هذه الصفات تعيد النظر في الفهم التقليدي لتطور الانكيلوصورات، وتظهر أن الحيوانات الأفريقية لعبت دورًا رئيسيًا في توسيع معرفتنا بالديناصورات وتطورها.
العمل الميداني الذي بدأ عام 2018 في إطار اتفاقية تعاون بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي في لندن، استمر لسبع سنوات وأسفر عن هذه الحفريات التي أعادت بناء وصف هذا الديناصور بالكامل، بعدما كان الوصف الأولي عام 2021 يعتمد على ضلع واحد فقط. الفريق المخترع يخطط الآن لإنشاء جيوپارك ومتحف إقليمي لحماية هذا التراث الطبيعي وإتاحة المجال للبحث العلمي المستمر.
ويضم الفريق البحثي البروفيسورة Susannah Maidment من المتحف البريطاني وجامعة برمنغهام، البروفيسور Richard Butler من جامعة برمنغهام، والأساتذة المغربيون ادريس وغاش وخديجة بومير وعبد السلام الخنشوفي، بالإضافة إلى الدكتورة كوثر الشراي والدكتور أحمد أوسو. الاكتشاف يعكس أهمية التعاون الدولي في مجال الحفريات، ويضع بولمان على خريطة البحث العلمي العالمي كمنطقة غنية بالأسرار التطورية للديناصورات.
![]()







