متابعة
أفادت منصة “إيست فروت” المختصة في تحليل البيانات الفلاحية أن درجات الحرارة المنخفضة أخرت ذروة حصاد التوت الأزرق، التي عادة ما تستمر خلال شهري يناير وفبراير، موضحة أن هذه الذروة تأجلت إلى شهر مارس القادم نظرًا لتأخر نضج الفاكهة بسبب الانخفاض في درجات الحرارة.
وأوضح “إيست فروت”، نقلًا عن أحد المصدرين المغاربة، أن عامل التغير المناخي سيؤثر على تاريخ بدء ذروة حصاد فاكهة التوت الأزرق، مستبعدًا أن يصل تأثير هذا العامل إلى جودة التوت المغربي، خصوصًا بعد أن “قام العديد من المزارعين مؤخرًا باستبدال محاصيلهم بأصناف ممتازة، بحيث تتمثل الإستراتيجية العامة، في التوجه نحو الفئات الراقية وضمان تميّز التوت المغربي بجودته”.
وأبرز المصدر ذاته أنه حتى الآن، كانت صادرات التوت المغربي تنافس تلك القادمة من أمريكا اللاتينية، إلا أن عامل السعر لم يكن في صالح المنتج المغربي، مما أدى إلى تباطؤ حجم الصادرات.
وأضاف، في المقابل، أن التوت المغربي يتوفر على ميزة كبيرة تمنحه الأفضلية، وتتمثل في مدة صلاحية أطول بكثير، مفسرًا أن التوت الذي يُحصد في العرائش صباحًا يصل إلى إسبانيا في نفس المساء أو في صباح اليوم التالي، كما يصل إلى ألمانيا أو هولندا خلال أربعة أيام، وهو أمر لا يُقارن مع مدة الشحن التي تصل إلى ثلاثة أسابيع بالنسبة لمنتجات أمريكا اللاتينية.
وأردف أنه مع وصول كميات كبيرة متوقعة في مارس، سيجد المصدرون المغاربة أنفسهم في منافسة مباشرة مع المنتجين في إسبانيا والبرتغال، مستدركًا، حسب المصدر المهني، أنه “سيكون هناك سوق للجميع. لسنا قلقين كثيرًا، فالسوق سيكافئ جهودنا في توفير توت عالي الجودة”.
وكانت ذات المنصة قد توقعت أن ينتج المغرب خلال الموسم الحالي، الذي بدأ خلال شهر دجنبر الماضي، أزيد من 80 ألف طن من التوت الأزرق، وذلك لضمان إمداداته من هذه المادة إلى السوق الدولية وتعزيز مركزه كأحد أكبر مصدري الفاكهة عبر العالم.
وحسب المنصة، تمكن المغرب من جذب مستوردين من جميع أنحاء العالم، حيث يهيمن الطلب من أوروبا والشرق الأوسط. كما تظل الأسواق الآسيوية ودول شمال أمريكا حاضرة، مما يظهر البعد الدولي لهذا القطاع.
وتابعت المنصة ذاتها أن “صعود صناعة التوت الأزرق في المغرب لا يقتصر على مسألة الجودة فقط، بل تمكنت البلاد من التميز من خلال الابتكار وتقديم أصناف محددة تتماشى مع متطلبات السوق الدولية. وهذا يضمن إنتاجًا أكثر انتظامًا واستدامة، مما يضمن للمستهلكين إمكانية التتبع والسلامة الغذائية التي تفي بأعلى المعايير”.
في المقابل، أشارت “إيست فروت” إلى أن المغرب يواجه منافسة متزايدة من المنتجين الناشئين واللاعبين التقليديين الكبار، خاصة مع زيادة حجم الإنتاج العالمي، الذي يفرض على المنتجين المغاربة التكيف باستمرار للحفاظ على تنافسيتهم.
وبخصوص الموسم السابق، فقد صدّر المغرب أزيد من 67 ألف طن من التوت الأزرق الطازج خلال الموسم الماضي، وذلك بزيادة قدرها 25% مقارنة بالموسم السابق، وهو ما يمثل أربعة أضعاف صادرات المغرب من هذه الفاكهة منذ موسم 2017/2018.