راديو إكسبرس
البث المباشر
متابعة
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي مغرب الحكايات، وذلك من السادس إلى الثالث عشر من يوليوز 2025 بمدينة الرباط، تحت شعار “حكايتك ماء، ارويها ترويك”. وتنعقد هذه الدورة حول موضوع “حكايات الماء”، احتفاء بهذا العنصر الحيوي الذي ظل عبر العصور مصدرًا غنيًا للإلهام والأساطير والحكايات الشعبية، وجسرًا بين الإنسان والطبيعة، وبين الذاكرة والمستقبل.
انطلقت فعاليات المهرجان مساء الأحد 6 يوليوز بساحة باب الحد وسط الرباط، حيث شهدت المدينة حفلا افتتاحيا جماهيريا احتفى بالحكاية الشعبية في قلب الفضاء العام، من خلال أمسية حكائية أطرتها شخصية “بابا عاشور” وسط أجواء فنية تراثية تفاعلت معها العائلات والمارة وكل عشاق الحكي. وقد جاءت هذه الانطلاقة المميزة لتدشن أسبوعًا من الإبداع الشفهي والعروض التراثية التي تمتد إلى غاية الثالث عشر من يوليوز، وتؤكد من جديد حضور الحكاية كرافعة ثقافية وتربوية وإنسانية.
وتتميز هذه الدورة باستضافة جمهورية بنما كضيف شرف، لما تختزنه من تقاليد شفوية غنية وذاكرة بيئية عميقة، بما يعزز الحوار الثقافي بين الجنوب والجنوب، ويقوي جسور التواصل الحكائي بين أمريكا اللاتينية والمغرب. كما يخصص المهرجان هذه السنة تكريما خاصا لشخصية “الگراب المغربي”، لما تحمله من رمزية قوية في الثقافة المائية التقليدية المغربية، حيث يشكل الكراب حاملًا لذاكرة شعبية تستحق الحماية والتثمين. بالإضافة إلى تكريم الحكواتي الراحل ولد هنيا، أحد الأسماء المؤسسة للمهرجان، الذي ارتبط اسمه بفن الحكاية المغربية عبر عروضه المشهودة التي جمعت بين الإتقان الفني والبساطة الشعبية.
وتتوزع فقرات المهرجان على فضاءات متعددة تشمل الرباط وسلا والقنيطرة وهرهورة، حيث تتنوع العروض بين أمسيات حكي كبرى يشارك فيها رواة من المغرب وخارجه، وسهرات فنية، وكرنفالات، إلى جانب لحظات فكرية من خلال تنظيم مائدة مستديرة دولية حول “الماء في المتخيل الإنساني العالمي” يوم الخميس 10 يوليوز، بشراكة مع جامعة محمد الخامس، تجمع باحثين وأكاديميين حول دور الحكاية في استحضار الرموز البيئية والروحية عبر العصور. كما تحتضن جامعة ابن طفيل بالقنيطرة يوم الجمعة 11 يوليوز ورشة ماستر كلاس احترافية في فن الحكاية، تهدف إلى تأهيل رواة شباب قادرين على الجمع بين الموروث التقليدي والتقنيات الرقمية الحديثة، في خدمة قضايا البيئة والهوية.
ويمتد برنامج المهرجان بشكل يومي ليشمل محطات متعددة من الحكي والفرجة والتراث، حيث ستُقام أمسيات فنية بنزهة حسان، وساحات فن الحلقة في مختلف أحياء العاصمة، إلى جانب لحظات خاصة مثل “النزهة الحكائية” بين مارينا سلا وميناء الرباط عبر القوارب، والكرنفال التراثي مساء الأربعاء 9 يوليوز، ثم السهرة التراثية الكبرى بمنتجع هرهورة يوم السبت 12 يوليوز، قبل أن يُختتم المهرجان يوم الأحد 13 يوليوز بأمسية ختامية تجمع بين أصوات الحكواتيين وتكريماً لروح الحكاية.
ويؤكد المهرجان في هذه الدورة على دور الحكاية كقوة ناعمة قادرة على تعزيز قيم العيش المشترك، وتثمين التراث اللامادي، وتحفيز الأجيال على الإبداع في سرد جديد لقضايا العصر، من خلال الماء كرمز للذاكرة، والتحول، والتواصل بين الشعوب.
![]()









