بوعشرين … نبوءات سوداء وتحليل مترهل في زمن الحلزون

بوعشرين … نبوءات سوداء وتحليل مترهل في زمن الحلزون

- ‎فيشن طن, واجهة
بوعشرين

بقلم نجيبة جلال

إعلان يمكن النقر عليه

يطل توفيق بوعشرين من نافذة اليوتيوب، كالمراهق الإعلامي الذي يبحث عن حزب يحتضنه، متأرجحًا بين قراءة غير محايدة للأرقام ومحاولة يائسة لتسويق صورة سوداوية عن الاقتصاد المغربي. لكن السؤال الحقيقي ليس في أرقام العجز التي يكررها، بل في دوافعه: هل يسعى للعودة إلى أحضان عبد الإله بنكيران استعدادًا لمعركة انتخابية جديدة، أم يغازل أخنوش وفاطمة الزهراء المنصوري لإثبات أنه مستعد لمساندتهم في المرحلة المقبلة؟

ليس دفاعًا عن الحكومة، ولكن الحقيقة تفرض نفسها: بوعشرين لم يقدم تحليلًا اقتصاديًا، بل مجرد بروباغندا انتقائية فقدت صلاحيتها. يتحدث عن “عجز تجاري بلغ 306 مليارات درهم، متجاهلًا في انتقائيته المتعمدة أن هذا الرقم يقابله تحويلات للجالية تفوق 118 مليار درهم، وقطاع سياحي جلب أكثر من 100 مليار درهم، واستثمارات أجنبية مباشرة في تصاعد مستمر. فهل يمكن لمن يدّعي التحليل أن يغفل كل هذه المعطيات، أم أن صناعة الأوهام باتت طريقه الوحيد للعودة إلى المشهد؟

أما مشهده القاتم حول الاقتصاد المغربي، فيتحطم أمام أرقام لا يمكن إنكارها: “الصادرات قفزت من 263 مليار درهم في 2020 إلى 454 مليار درهم في 2024، أي بزيادة 72% خلال أربع سنوات”. فكيف لمن يفترض أنه محلل اقتصادي أن يتعامى عن هذا التطور؟ أم أن العجز عن قراءة الواقع هو السمة الوحيدة المتبقية لمن فشل حتى في استقطاب جمهور لبودكاسته الباهت؟

ثم تأتي نكتة “استيراد الحلزون الإسباني” كدليل – في نظره – على انهيار الاقتصاد! وكأنه نسي أن المغرب يصدر منتجاته الزراعية والبحرية بأرقام قياسية إلى أوروبا. إن منطق بوعشرين هنا يشبه من يصرخ “البلاد تنهار” لأن مطعمًا مغربيًا في باريس استورد الطاجين من إيطاليا بدلًا من فاس! هذا ليس تحليلًا اقتصاديًا، بل مجرد تهريج يُظهر أن بوعشرين لم يفقد فقط القدرة على قراءة الأرقام، بل فقد حتى حسه الصحفي.

يدّعي أن الحكومة بلا رؤية، لكنه يغفل – أو بالأحرى يتجاهل عمدًا – استقطاب المغرب لعمالقة الصناعات في مجالات السيارات، الطيران، والتكنولوجيا، وخلق “200 ألف منصب شغل جديد رغم الأزمات العالمية”. التحليل الحقيقي لا يقوم على اجتزاء الحقائق، بل على قراءة متوازنة، وهو ما لم يعد في متناول شخص بات يبحث عن أي مدخل للعودة إلى الساحة، حتى لو كان عبر بودكاست يمر دون أن يترك أثرًا.

الحقيقة أن توفيق بوعشرين لم يعد محللًا ولا مؤثرًا، بل مجرد ظل باهت لزمن ولّى. أما محاولاته المتكررة لإثبات أنه لا يزال قادرًا على الحضور، فهي مجرد جهد ضائع لرجل تجاوزه الزمن.

1 241 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *