في خضم التحولات الإقليمية الدقيقة، خرج عمر أمكاسو، أحد أبرز قادة جماعة العدل والإحسان، بتصريحات عدائية ومسمومة تستهدف النظام الملكي المغربي، واصفًا إياه بـ”الملك العضوض”، ومطالبًا بإقامة نظام سياسي جديد يتجاوز الملكية ويقوم على دستور تصوغه جمعية منتخبة.
هذه التصريحات، التي تفوح منها رائحة التحريض والفوضى، ليست سوى محاولة يائسة لإعادة إحياء خطاب بائد، هدفه الوحيد تشويش المشهد السياسي وزرع بذور الفتنة.
تصريحات أمكاسو لم تأتِ من العدم، بل جاءت في توقيت دقيق تعكس فيه الجماعة مخططًا منسقًا لاستثمار الاضطرابات الإقليمية، كسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتقهقر النفوذ الإيراني، بغية تقديم نفسها كبديل سياسي في المغرب. هذه الخطوة ليست سوى استكمال لمسار الجماعة التاريخي في استغلال الأزمات الإقليمية، مدعومة بأجندات خارجية مشبوهة، تتقاطع بشكل واضح مع محاولات إيران تصدير الفوضى والتخريب للدول المستقرة.
والأخطر أن هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه المغرب زخمًا تنمويًا ودبلوماسيًا غير مسبوق. فالإنجازات التي حققتها المملكة، بدءًا من المشاريع الكبرى مثل ميناء طنجة المتوسط واستثمارات الطاقات المتجددة، وصولًا إلى المكاسب السياسية في قضية الصحراء المغربية وتعزيز الاستقرار الإقليمي، كلها تؤكد نجاح النموذج المغربي بقيادة الملكية. في هذا السياق، يبدو أن خطاب الجماعة ليس مجرد تعبير عن رأي معارض، بل هو جزء من مخطط تخريبي يستهدف هذه النجاحات لضرب ثقة المغاربة في مؤسساتهم.
ما يثير الانتباه هو التشابه الواضح بين خطاب أمكاسو وما تروّجه منصات إعلامية شعبوية مثل بودكاست “كلام في السياسة” لتوفيق بوعشرين، أو حلقات حميد المهداوي التي تعج بالتشكيك والتحريض. هذه المنابر الإعلامية لا تختلف في جوهرها عن خطاب العدل والإحسان؛ فكلاهما يسعى إلى زرع الفتنة وضرب الاستقرار الوطني تحت غطاء “النقاش الديمقراطي”.
وفي ظل تفكيك الأجهزة الأمنية المغربية لخلية إرهابية مؤخرًا كانت تخطط لهجوم وشيك، يبرز بوضوح أن خطاب الجماعة لم يعد مجرد رأي سياسي، بل بات عنصرًا من عناصر التحريض الذي يغذي بيئة التوتر ويمهد الأرضية للفوضى. فالجماعة، رغم ادعائها السلمية، لا تزال تعيد إنتاج خطاب عدائي يقوض الثقة بين المواطنين ودولتهم، خدمة لأجندات خفية.
إن تصريحات أمكاسو، ومحاولات الجماعة إعادة تدوير خطابها بوجوه إعلامية مختلفة، هي شهادة واضحة على فشلها في تقديم رؤية حقيقية تتماشى مع طموحات المغاربة. هذا الخطاب ليس سوى ورقة محروقة في أيدي جماعة فقدت البوصلة، وتحاول يائسة أن تلعب دورًا أكبر من حجمها.
اليوم، بات على جميع القوى الوطنية أن تقف صفًا واحدًا ضد هذه المحاولات التخريبية، وأن تعزز الجبهة الداخلية لإفشال أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو تشويه المكتسبات الوطنية. فالمغاربة، الذين اختاروا الملكية كصمام أمان تاريخي، يدركون أن مثل هذه الخطابات لن تكون سوى فقاعات سرعان ما تتلاشى أمام قوة الوحدة الوطنية.
1 100 زيارة , 1 زيارات اليوم