خالد بركات..صدى الكلمات..الأدب ذكاء وليس تزلف..

خالد بركات..صدى الكلمات..الأدب ذكاء وليس تزلف..

- ‎فيثقافة وفن, واجهة
0
IMG 20240515 WA0138
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي/✍️خالد بركات :

 

جاء أحدهم يوماً إلى سقراط..
وقال له : كيف ترى أناقتي..؟؟
فأجابه سقراط : تكلم حتى أراك..
نعم الرقي في الكلمات وليس في الثياب..

كلما كنت راقياً يُطيب الحديث معك..
وتحتويك القلوب وتحترمك العقول..
وتسعد بحضورك النفوس..
فالرقي لا يحتاج إلى تعلم هو حكاية الروح..
إختار أن تكون رفيع المستوى..
بعض الكلمات لها يد حنونة تعانق الروح فعانق كل من تحب برقي كلماتك ولطفك وأخلاقك..

روايات صغيرة مليئة بالعبرّ الكبيرة..
من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب..
حتى قالوا : *” لكل مقام مقال..”*

لما سُئِل العباس رضي الله عنه، أنت أكبر
أم رسول الله صلى الله عليه وسلم..؟؟
فأجاب قائلاً : (هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله)..
ما أجملها من إجابة في قمة الأدب والأخلاق
لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام..

خرج الخليفه الثاني عمر رضي الله عنه يتفقد المدينة ليلاً فرأى نارا موقدة، فوقف وقال :
يا أهل الضَّوء، وكره أن يقول : يا أهل النَّار..

زار الرشيد يوماً وزيره خاقان في بيته لمرضٍ نزل به، وكان الفتح بن خاقان وزير العباسيين الشهير ما زال طفلاً يومها..
فأراد الرشيد أن يلاطفه، فقال له :
يا فتح أرأيتَ أجمل من هذا الخاتم..؟؟
فقال له الفتح : أجمل من هذا الخاتم اليد
التي هو فيها..

فقال له الرشيد : أيهما أجمل يا فتح دار الخليفة
أم دار أبيك..؟؟
فقال له بكل هدوء : دار أبي لأن الخليفة فيها..

أحد الخلفاء سأل إبنه من باب الإختبار :
ما جمع مسواك..؟؟
فأجابه ولده بالأدب الرفيع :
(ضد محاسنك يا أمير المؤمنين)..
فلم يقل الولد : (مساويك)..!!
لأن الأدب هذّب لسانه، وحلّى طباعه..

الحكمة والعبرة..
أنزلوا الناس منازلهم، فهذا من هدي النبوة..
واختاروا مفرداتكم، الأدب لا يعني التزلف..
ولا تنسوا أن المرء يمكنه أن يقول الحقيقة بأسلوب جميل وتبقى حقيقة، وقابلة للسماع..
ومن يقول الحقيقة بأسلوب فظ فلا يقبلها أحد
ثم إنك مهما كنتَ على حق، فالأسلوب أولاً..
فلا حقٌّ أعلى من التوحيد، ومع ذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
“ولو كنتَ فظاً غليظَ القلب لانفضوا من حولك”..
نعم..الحق الذي لا يُقدَّمُ على طبقٍ من اللطف..
لا يستمعُ إليه أحد..

اللهم..إجعل قلوبنا لك خاشعة والسنتنا ذاكرة
ونياتنا صالحة ودعواتنا متقبلة وكلماتنا مهذبة..
رسالة من عبدالله لعبدالله..

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *